• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

ثمانون موعظة وحكمة من مخطوط "نسيم السحر ومنظوم الدرر"؛ لابن الجوزي رحمه الله

ثمانون موعظة وحكمة من مخطوط "نسيم السحر ومنظوم الدرر"؛ لابن الجوزي رحمه الله
أحمد أبو زيد كامل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/2/2017 ميلادي - 5/5/1438 هجري

الزيارات: 16348

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثمانون موعظة وحكمة من مخطوط

"نسيم السحر ومنظوم الدرر"

لابن الجوزي رحمه الله


1- البدارَ البدارَ! فما دارُكم بدار.

2- تاللهِ ما نال الكرامَة، إلا مَن قال للكرى مَه!

3- أنفاس الحي خطاه إلى أجله.

4- درجات الفضائل كثيرة المراقي، وفي الأقدام ضعفٌ، وفي الزمان قصر، فمتى تنال الغاية؟!

5- تزوَّجَ التواني بالكسل، فاشتغلتم بالعرس، فولد بينهما الخسران.

6- يا هذا، حلبةُ السباق لا تصلح إلا لمضمارٍ، فما لبطينِ الخطايا ولها؟!

7- يا ثقيل النوم، يا بعيد اليقظة، يا سكران الفهم، أما ينبهك الأذان؟ أما تُزعجك الحدأة؟ أترى نخاطب عجماء؟! أترى نكلم صماء؟!

8- إخواني، إنما الدنيا حلبةٌ لفرس الفرص، إذا صفا صفاؤها غص بالنغص، إن أضحكت شهرًا أبكت دهرًا بالحصص، كم نصَبت شَرَكًا للأذى فإذا الراتع في القفص!

9- انتبِهْ لنفسِك واجتهد كما اجتهد القوم، واستيقظ من هذه السِّنة والنوم.

10- حارِبوا أنفسكم؛ فمَن قوي على نفسه تناهى في القوة، ومَن صبر عن شهوته بالغ في المروءة.

11- تعلَّم عقال العقل، وإلا هوى بك الهوى.

12- إخواني، إنما الدنيا دار فُرقة، كم في جرع لذَّاتها من شرقة، المسافر عنها متزوِّد بخِرقة.

13- يا مَن أجلُه خلفه وأملُه قُدَّام، رُبَّ يوم له مِفتاح ما له خِتام، يا مقتحمًا على الحرام أيَّ اقتحام، ستعلم مَن يذري الدموع في العقبى عقبى الإجرام.

14- إلى كم تلبسُ في الشر لباس إبليس، وتجرُّ جسدك في حسدك في عقابيل[1] قابيل، وتُزاحِم بالكِبْر قرن قارون، وتدخُل بالجهل بيت أبي جهل، تقاتل على الهوى بسَيْفينِ، وتحمل الصعب في المشتهى على الرأس والعَين، كم قادك الهوى فما قلت: إلى أين؟! كم تصدق بالحرام أتقضي دينًا بدَين؟!

15- هوِّنْ خلاف[2] الهوى، فكل ما هُوِّنَ هان!

16- أيها الغافل، أما عمرك كل يوم ينتهب؟!

أما المعظَم منه قد ذهب؟! في أي شيء في جمع الذهب؟!

17- تبخلُ بالمال والعمرَ تَهَب، تطلب النجاة ولكن لا مِن باب الطلب، تقف في الصلاة إنَّ صلاتك لعجب، الجسم في شعب، والسر في شعب، الجسد في العراق والقلب في حلب، الفهم أعجمي واللفظ لفظُ العرب، أنا أعلم بك منك حبُّ الهوى على قلبك قد غلب.

18- يا هذا، ألقِ بذر التفكير في أرض الخلوة.

وأدِرْ حول دار العزلة خندق الحَذَر.

وتحصَّن مِن العدو بحصن الإخلاص.

وسِرْ في فيافي اليقين حاملًا زاد التوكل.

والحَقْ برفقةِ الندم في زمرة المستغفرين.

وأنِخْ بفناء الفناء عن شهوات النفس.

وتأمَّل هلال الهدى في صحو التيقظ.

وطِرْ بجناح التقى إلى أرض فضاء الفضائل؛ لعلك تقع بقاعِ بقاعِ السلامة، أو تحضر حظيرةالقدس[3] في الكرامة.

19- أَفِقْ مِن سكرتك أيها الغافل؛ فإنك عن قليلٍ لا شك راحل، وإنما هي أيام قلائل، فخُذْ نصيبك من ظل زائل، واقضِ ما أنت قاضٍ، وافعل ما أنت فاعل.

20- ويحك تدبَّر أمرك، قبل أن تنزل قبرك.

21- ما أكثر ذنوبَك، وما أقبح عيوبَك، تغلبُك نفسك على ما تظن، ولا تغلبها على ما تستيقن، تحزن لنقصِ مالك، ولا تحزن لنقص عمرك!

22- إخواني، كأنكم بالعوارضِ الغوامض، وبأسد الموت المستشيط الرابض، إلى متى وحتى متى أتعبتم الرائض؟!

23- يا أُسراء الخطايا، فكُّوا أنفسكم بالتقوى، الأيام صحائف أعماركم، فاجعَلوا فيها أحسنَ أعمالكم.

24- ليحلنَّ بكم مِن الموت يومٌ ذو ظُلَم، ينسيكم معاشرة اللذَّات والنِّعَم، ولا يبقى في الأفواه إلا النَّدَم.

25- إخواني، الفرص تمرُّ مرَّ السحاب، والقعود من أخلاق الخوالف، أيامُ القدرة وإن طالت قصيرة، ومَن استوطأ مركب العجز عثر به، ﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ﴾ [غافر: 44].

26- انهَضْ إلى مجاهدة القوم، أين أنت وهم؟! كم بين اليقظة والنَّوم؟!

27- إخواني، مَن أرسل جوارحه في الشهوات، فقد غرس لنفسه شجر الندامات.

28- يا هذا، مشكاة بدنك في مهابِّ قواصف الهلاك، وزجاجة نفسِك في معرض الانكسار، فاغتنم زمان الضوء فأيام الوصل قصار.

29- إخواني، الدنيا دارٌ ليست لكم، أمَا ترون الحادي قد استعجلكم؟! أين الزاد ماذا شغلكم؟! متى ترقعون خللكم؟! متى تسمعون ممن عدلكم؟! البدارَ البدارَ خلُّوا كَسَلَكم، أَمَا أكثر العمر انقضى؟! أَمَا خضاب الشيب قد نضا؟! ليت الزمان الذي مضى لا عليكم ولا لكم، كم قطعتم بادية في اللهو وجُبْتُم، وإلى الآن في السفر ما أُبْتُم، وبعد هذا إن تبتم قَبِلَكم.

30- بالصبر على ما تكره تنال ما تحب، بالصبر عما تحب تنجو مما تكره.

31- يا مساكنًا للنفس الجهولة الغدَّارة، كيف تقبَلُ منها وهي بالسُّوء أمَّارة؟!

32- يا هذا، كم تتوب وتنقض؟! كم تعاهد وتغدر؟! إلى كم عند الملاهي؟! إلى متى عند الزخارف؟! أين صرائم الرجال؟! أين عزائم الأبطال؟!

33- لو صدقت في الطلب، وقعت على كنز الغنى، لو وجدوك مستقيمًا، ما تركوك سقيمًا، لو شاهدوك على بابهم، لعدُّوك مِن أحبابهم.

34- آه لقلوبٍ أعادتها المعاصي كالقار[4]، وغلب عليها فأهلكها حبُّ الدينار، واللهِ ما يساوي عذابَ لحظة ألفُ قنطار، كم بينكم وبين المتقين الأبرار، ملكَتْكم الدنيا وملكوها والقوم أحرار، بانَتْ لهم آنفة فاحتموا من العار، علِموا قدر الجنة فدارُوا حول الدار.

35- يا مريضًا ما يعرف أوجاعَه، يا مضيِّع العمر بالساعة والساعة، يا شديد الغفلة وقد دنت الساعة، كأنك به وبمَلَكِ الموت وقد راعَه، وصاح بالنفس صيحة فقالت: سمعًا وطاعة، ونهضت تتعرَّض للتوبة، وهيهات قد غلقت الباعة.

36- انتبِهْ لنفسك قبل حلول رَمْسِك، واعلم أن عليك حافظًا ورقيبًا.

37- يا مَن شابَ وما تاب ولا أصلح، يا معرضًا إلى الردى عن الأصلح، ليتَ شِعْري بعد الشباب بماذا تفرح؟! ما أقبح الخطايا في الصبا، وهي في الشيب أقبح، إذا نزل الشيب ولم يزل العيب فبعيدٌ أن يبرح.

38- ابكِ لِما بِكَ لمآبِك، واندبْ في شيبك على شبابِك، وتأهَّب لسيف المنون فقد عَلِق الشَّبَا بِك[5].

39- كم بينك وبين القوم، لقد بعتَ نفسك التي لا قيمة لها، بدنيا لا قدر لها، تُزاحم أهلَ العزائم بمناكب الكسل!

40- لا في الشباب وافقت، ولا في الشيب أفقت، ولا في المعاصي رفقت، وكأنك ما آمنت بالعذاب ولا صدَّقت.

41- يا معدودًا مع الشيب في الصبيان.

يا محسوبًا مع البصراء في العميان.

تسافر في الهوى، وما تنزل إلا خان مَن خان[6].

خلِّ الهوى، فالهوى هوان.

يا واقفًا في الماء وهو ظمآن.

يا عارفًا بالطريق وهو حيران.

هذه ساعات الصلح فاهجرِ الهجران.

أوانٍ أنت في هذا الأوان؟!

أما وُعظت بآيِ القرآن؟!

أما زُجرت بقوارع الفرقان؟!

تدفن الميت ولا وعظ كالعيان، وتعود غافلًا يا قرب ذا النسيان!

42- إلى متى مع التسويف، من الشتاء إلى المصيف؟! لا في الربيع تثمر ولا في الخريف.

43- كم عليك مِن خطايا وذنوب، كم لك مِن زلات وعيوب، ما جوابك إذا نشر المكتوب، فيا ليتَ ما كان ما كان، تُماحِكُ على الدينار وتُناقِش، هلَّا طلبتَ الأخرى طلب المعايش؟!

44- إخواني، الدنيا كعُشٍّ لا يطلبه الطائر الكبير؛ وإنما يختاره الفرخ الصغير، فإذا نبت ريشه طار.

45- الدنيا لا تَزِنُ عند الله جناح بعوضة، وهي في قلبك أعظم من الآخرة، ما نظر إليها منذ خلَقَها، وما غاب عنك لحظة حبُّها!

يا هذا، ليس من المروءة أن تحب ما يبغض حبيبُك، إن كنت رجلًا فوافق في البُغْض، وإن ضعفت فتأخَّر بالصبر.

46- يا هذا، الدنيا دار قلعة لا حصن قلعة، فرحُها يحول، وترحُها يطول، إنها لكاس ما تناولها مَن كاس[7]! إن الدِّين ما يزال بها متمزقًا، ما دام القلب بها متعلقًا.

47- أين العمر؟! ذهب وولَّى، وليت ما مرَّ عليك لم يحمل عليك، كلَّا، بل ليت خمر الهوى الذي حال خلًّا خلَّى.

48- تاللهِ ما صحبة الدنيا إلا صحبة سفينة؛ لَعِبٌ ولَهْوٌ وزِينة.

49- أترى يَصْلح هذا القلب بعد الفساد؟! أترى يتبدَّل بالبياض هذا السوادُ؟! كم أقول عسى ولعل، وكلما استوى قدمي زل! كم تتغير الأحوال وما أتغير، كم تتضح لي الطريقُ وأتحير!

50- سُئل ابن المقفع عن الهوى، فقال: هوانٌ سُرِقت نونُه.

51- إذا وقعت عزيمةُ العاصي على فراق دار المعاصي، هيَّأ مركب القصد، وزوَّد سفر العزم، وقام على أقدام الجد، وسعى على أرجاء الرجاء، خائفًا من مآصر[8] رد، فيتلقاه بشير ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا ﴾ [يوسف: 87]، مِن جند: ﴿ لَا تَقْنَطُوا ﴾ [الزمر: 53]، بخِلَع: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ ﴾ [الشورى: 25].

52- يا هذا، أرسِلْ بضاعة الإيمان في سفينة الإيقان، إلى بلد لم تكونوا بَالِغِيه إلا بشقِّ الأنفس، وأرسِلْها على ساحل الصدق مستعدة لريح الفلاح أن تهب، فتخب[9] بحر الهوى، فإذا جاء حين الحين، فقُلْ عند ركوبها ومسراها: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود: 41]؛ لعلها بجودة متاعها تستوي على جُودِيِّ القبول، فينادَى مِن حجب الغيوب: ﴿ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ ﴾ [هود: 48].

53- إلى كم أقول سأتوب؟! متى يخجل اللسان الكَذُوب؟! أترى يصلح هذا الأمر؟! أترى يراق هذا الخمر؟! حبذا يوم تقضى حبذا، وا أسفى إن جاءني الموت كذا.

54- إخواني، مَن غلبه هواه، توارى عنه عقله.

55- يا هذا، علَّمت كلبك، فهو يترك شهواته في تناولِ ما صاد لاحترام نعمتك، وخوف عقوبتك، وأنت ما تقبَلُ من مُعلِّم الشرع،فيا عجبًا!

56- يا نائمًا في انتباهه، متى هذه الهجعة؟! يا غافلًا عن الموت، كم قلع الموت قلعة؟! كم دخل دارك فأخذ غيرك وإن له إليك الرَّجعة.

57- اثبتْ في صف الاجتهاد ثبوتَ عازم ولازم؛ فما نال الغنائمَ نائِم.

58- يا هذا، جهادُ النفس في غضِّ نظرٍ يثمر إيمانًا تجد حلاوته في قلبك، فكيف بما زاد؟!

59- يا هذا، متى تركت معصية قدرت عليها؟! وإنما تتركها ولا سبيل إليها، فلا مِن الخالق خفت، ولا مِن الذم أنفت!

60- ألا يتزوَّد قبل الرحيل الراحل؟! ألا يتخلَّص الغريق إلى الساحل؟! ألا يتأهَّب للموت الناقل؟! هذا قدر زجر الفهم العاقل، ويكفيه.

61- يا مخالفًا مَن نهاه وأمره، يا مضيعًا في التفريط عمره، الزمان صولجان، والعمر كرة، والدنيا بحر والساحل المقبرة، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7].

62- لو أنفقت الأكياس وما شددتها، وقدمت لقمة وجدتها، ولكن يؤذيك الشره.

63- كم جاء الثوابُ إليك البيت، فردَّه بوَّابُ عسى ولَيْت، فشبِعت والجائعَ ما واسيت، تالله لقد نسيتَ وتناسَيت مَن أغناك وأفقره.

64- أيها الغافل، ابكِ لِما بك، وعلى زمانٍ مضى كيف تكدَّر، وعلى قدمٍ لم يزل معثَّر.

65- اليقظةَ اليقظةَ، فأيام المجاهدة يسيرة.

66- يا مجنون الهوى، متى تعقل؟!

67- بينما الغافل يمشي اضطجع، قيل: ما به قيل: وجع، جاءه الطبيب فرأى إشارات الموت فرجَع، أين حبل الموت قطع، سُقِي كؤوس الندم جرعًا بعد جرع.

68- أخلِص للتوبة الآن، وانسَ كل ما كان.

69- مالَتْ بالقوم ريحُ السَّحر ميل الشجر بالأغصان، هزَّ الخوف أفنان القلوب فانتثرت الأفنان، فاللسان يضرع، والعين تدمَع، والوقت بُسْتان.

70- يا مَن إذا خلا تفكَّر وحسب، وأما نزول الموت فما حسب، بين يديك نوبةٌ لا تشبه النوب.

71- يا ساكنًا محلة، حُلَّتُها الغديرة[10]غُرور، وحلاوتها مَريرة المرور، أَمَا ترى معاوِل النقض قد أحاطَت بحائط ما عول عليه الأمل؟! أما يحس زلزال لطلابها؟! يا محب المولى خلِّها لأحبابها، هل هي إلا قاطعٌ يقطع عنا ويعوق؟! وإن سميت بالدنيا فهي في المعنى نَسْرٌ ويَغُوثُ ويَعُوق، فانظر بها لا إليها، واحذَرْ منها لا تعول عليها.

72- إخواني، كم بين قادرٍ على الهوى صبر، وبين عاجز قيَّده الكِبَر، أين تنسُّك الشباب من شيخ ضعيف؟! يا عجبًا، هجر الشباب المقابيس[11] فرماها.

73- إن حصلت الفُرقة من زوجيَّة الهوى، حصل الاتفاق مع قرين التقوى.

74- انتبِهْ لنفسك من رقدتِك، واستيقظ من غفلتِك، وتذكَّر يومًا يُعجِزُ واصفيه، ويذهل العاقل ويتحير فيه، وتنطق جوارحه ويُختَم على فيه.

75- ردُّوا هذه الأنفس بزمام، ازجُروا هذه القلوب عن الآثام، تذكَّروا ما جرت به الأقلام، اقرؤوا صحائف العِبَر بألسنة الأفهام، موت الجيران شكلٌ وأخذ الأقران إعجام[12].

76- أنتَ في دارٍ مَن سكنها لم يقم، ومَن صح فيها لم يستقم، على بابها - لإعلام أربابها - قد رقم: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾ [الرحمن: 26].

77- يا نائمًا عن تحصيل الباقي، اعكسِ الحال وقد أصبت، أيقظك الدهر فنمت، وأرشدك الوعظ فَهِمْت[13].

78- يا مشغولًا بالآمال عن العمل، يا كثير الخلل بالزلل، تيقَّظ قبل الأجَل، فقد شرحنا حال مَن عقَل.

79- يا ضفدع غدير الغدر، يا رضيع ثَدْي الجهل، يا مظلم السر والقلب، يا بعيد العهد بوفاء العهد، أما تستحيي من الغدر والغدار؟! ألا يخرج العاصي من هذه الدار؟ شيب وعيب نهاية الإدبار.

80- تنبَّهوا يا نيام، كم ضيَّعتم مِن عام، الدنيا كلُّها منام، وأحلى ما فيها أحلام، غير أن الغافل فيها غلام، علَامَ قتل النفوس عَلَام؟! آهٍ للغافل إلى كم يُلام؟! أما تُوقِظه الليالي والأيام؟! أين سكان القصور والخيام؟! دارت على الكل كأسُ الحِمام، إلى متى مزاحمة الأنعام؟! ما لمخلوقٍ في الدنيا دوام، سِجِلٌّ[14] ثبَت واستقرَّ: ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27].



[1] عقابيل: بقايا المرض أو العداوة.

[2] خلاف: أي مخالفة.

[3] بالمخطوطة: حضيرة القدس، ولعل الصواب ما أثبتناه، ومعنى حظيرة القدس: أي الجنة.

[4] القار: الزفت.

[5] وقد شرح لي هذه الكلمة د. عبدالحكيم الأنيس حفظه الله، فقال: الشبا؛ أي: طرف السيف، والكلمة منفصلة عمَّا بعدها؛ أي: الشبا بك، وليست: الشبابك.

[6] الأولى بمعنى: الحانوت، والثانية: من الخيانة.

[7] أي: لا يتناولها من كان عاقلًا فطنًا.

[8] مفردها: مأصر، وهو سلسلة تمد على النهر لمنع السفن من المرور، أو الحاجز في طريق العابرين لمنع المرور.

[9] خب البحر: هاج، واضطرب.

[10] غديرة: أرض غطاها النبات.

[11] مفردها: مقباس؛ أي: شعلة من النار تُؤخَذ مِن معظم النارِ.

[12] أعجم الكتاب: أزال عجمتَه وإبهامَه؛ بوضع النقط والحركات.

[13] هام فلان: خرج على وجهه في الأرض لا يدري أين يتوجه.

[14] حصل لدي إشكال عند نقلها من المخطوطة، وأكد لي د. عبدالحكيم الأنيس حفظه الله أنها هكذا؛ أي: سِجِل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سبعون موعظة من كتاب "موافق المرافق" لابن الجوزي رحمه الله
  • خمس وخمسون موعظة من كتاب "إيقاظ الوسنان" مخطوط لابن الجوزي رحمه الله
  • خمس وعشرون موعظة من كتاب "رؤوس القوارير" لابن الجوزي رحمه الله
  • عشرون موعظة من كتاب المنثور لابن الجوزي رحمه الله
  • تسعون موعظة وحكمة من الكتاب النادر (صبا نجد) لابن الجوزي
  • مقدمة تحقيق "منتهى المشتهى" لابن الجوزي، تهذيب القفال

مختارات من الشبكة

  • تعريف الوعظ والموعظة وضابطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواعظ القرآن الكريم أعظم المواعظ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطرق الثمانون مع الاستشهاد عليها من نظم الشيخ عامر السيد عثمان (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • ثمانون (قصيدة)(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • مخطوطة ثمانون حديثا عن ثمانين شيخا(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة ثمانون حديثا عن ثمانين شيخا(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • ثمانون مسألة في أحكام الأضحية(مقالة - ملفات خاصة)
  • قراءة في رواية: (ثمانون عامًا بحثًا عن مخرج)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تسعون موعظة وحكمة من كتاب "الخواتيم" لابن الجوزي رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثلاثون موعظة وحكمة من مخطوط "لقط الجمان" لابن الجوزي(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
2- الرد على الاستفسار
أحمد أبوزيد كامل - مصر 21-05-2017 01:29 AM

لا أعلم، وقد يسر الله لي أن أنتقي نسبة كبيرة من مواعظه، في هذا المقال، ولا أعلم له سوى نسختين مخطوطتين، نسخة الفاتح، وهي عندي، ونسخة الظاهرية، يسر الله الحصول عليها، وأسأل الله أن ييسر طباعته ونشره.

1- استفسار
إيهاب حامد - العراق 12-05-2017 01:43 PM

هل سيتم طبع الكتاب؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب